الثلاثاء, ديسمبر 3, 2024
Sopa Images | Lightrocket | Getty Images

شبكة حسابات بتقنية الذكاء الاصطناعيّ تروج للدعايّة الإسرائيليّة

رغيد عودة

2 حزيران/يونيو 2024

مع استمرار الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة لليوم الـ253، تكثفت الحملات الدعائية الإسرائيليّة على وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على الرأي العام ونشر المعلومات الداعمة للدعاية الإسرائيلية.

 أعلنت شركة ميتا، مالكة عمالقة مواقع التواصل الاجتماعيّ انستغرام  وفيسبوك وثيردز في 29 مايو/أيار الفائت، عن حظر شبكة من مئات الحسابات المزيفة المرتبطة بشركة إسرائيليّة المسماة STOIC ومقرها مدينة تل أبيب، حيث تعمل شبكة الحسابات بتقنيات الذكاء الاصطناعيّ للترويج السياسيّ للدعاية الإسرائيليّة ونشر ادعاءات وأفلام مضللة، وتستهدف الجمهور الكنديّ والأمريكيّ والهنديّ.

وكما أعلنت شركة OpenAI، مالكة لبرنامج الذكاء الاصطناعيّ ChatGPT، يوم الخميس 30 مايو/أيار، أنها حظرت أيضًا شبكة من الحسابات التابعة لنفس الشركة الإسرائيليّة، فيما يأتي هذا الإعلان، بعد يوم من إعلان شركة ميتا عن استهداف ذات المجموعة المملوكة للشركة الإسرائيليّة،

استخدمت الشبكة الإسرائيليّة ومقرها تل أبيب نماذج الذكاء الاصطناعيّ لإنشاء مقالات وتعليقات داعمة لإسرائيل خلال الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعيّ

ماذا نعرف عن شركة STOIC

صورة من الموقع الرسمي للشركة

وبحسب موقعها الإلكتروني، تأسست شركة STOIC في عام 2017 وتتخصص في إدارة الحملات المبتكرة وتحليل الأعمال والبيانات وتقديم المساعدة للعملاء  من حكومات ومؤسسات في اتخاذ قرارات استراتيجيّة تعتمد على إدارة البيانات الضخمة.

ومع ذلك، تتورط شركة STOIC في الحرب الإسرائيلية على غزة من خلال نشر محتوى ضد الفلسطينيين ودول أخرى مثل قطر. وذكرت شركة OpenAI أن الشبكة بدأت عملياتها في مايو/أيار، حيث أصدرت تعليقات تم إنشاؤها تلقائيًا تركز على الهند وتنتقد “حزب بهاراتيا جاناتا” الحاكم في جمهورية الهند. وأضافت أنها حظرت مجموعة من الحسابات التابعة للشبكة التي تعمل من إسرائيل، والتي استخدمت لإنشاء وتحرير المحتوى للتأثير بشكل إيجابي على الرواية الإسرائيلية. واستهدفت الحملة الجماهير في كندا والولايات المتحدة وإسرائيل بمحتوى باللغتين الإنجليزية والعبرية. بالإضافة إلى ذلك، نشرت الحملة ادعاءات كاذبة ضد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

من ناحية أخرى، ذكرت شركة META أن الشبكة التي تتخذ من إسرائيل مقراً لها، نشرت تعليقات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تمدح الجيش الإسرائيلي على صفحات المؤسسات الإعلامية والشخصيات العامة.  وقالت الشركة إنها أزالت العديد من هذه الشبكات قبل أن تتمكن من بناء جمهور كبير.

كيف روجت STOIC للمحتوى المؤيد لإسرائيل؟

(Photo Shutterstock)

بناءً على التحقيقات التي أجرتها OpenAI، حددت الشركة مجموعة من الاتجاهات في كيفية استخدام STOIC سراً لنماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT. وقد تم استخدام هذه النماذج بكثافة لتوليد المحتوى، مما مكن الشركة الإسرائيلية من إنتاج نصوص (وأحيانًا صور) بكميات أكبر مع أخطاء لغوية أقل مما يمكن للمشغلين البشريين وحدهم تحقيقه. ومع ذلك، لم تعتمد هذه العمليات حصريًا على الذكاء الاصطناعي؛ فقد استخدمت الشركة أساليب مختلطة. كان المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي مجرد نوع واحد من بين العديد من الأنواع الأخرى، بما في ذلك النصوص المكتوبة يدويًا أو صور الميم المأخوذة من الإنترنت، لجعل المحتوى يبدو أكثر شبهاً بالإنسان. هذا التعقيد يجعل من الصعب اكتشاف هذا النوع من المحتوى المضلِّل.

البوتات الإسرائيليّة والصينيّة والروسيّة تحت مجهر شركة OpenAI

وبحسب خبير الصحافة الاستقصائيّة داود إبراهيم، تصنف البوتات الوهميّة بأنها برامج كمبيوتر مصممة لتقليد سلوك المستخدمين الحقيقيين على منصات التواصل الاجتماعي. تُبرمج هذه البوتات لأداء مهام محددة، مثل نشر المحتوى، والتفاعل مع المستخدمين، وجمع البيانات، وذلك لأغراض متعددة، بعضها إيجابي وبعضها سلبي، ومن الأغراض السلبيّة للبوتات هي الجيوش الإلكترونيّة الخبيثة التي يصل عددها من الآلاف إلى الملايين في حملات التضليل واسعة النطاق للتأثير على الرأي العام، تنظيم التحرش الإلكترونيّ، إدارة حملات الاحتيال، وتشويه سمعة الأفراد والمؤسسات.

 

كشفت شركةOpenAI  عن حظر شبكات البوتات الإسرائيليّة ضمن عمليّة تعطيل النشاط الناتج عن شبكة الشركة الإسرائيليّة كجزء من عملية أطلق عليها “Zero Zeno” لاستهداف البوتات الإسرائيليّة والروسيّة والصينيّة بحسب إعلاناتها، وقد أنشأت الشركة الإسرائيليّة بعض الحسابات المزيفة لتبدو وكأنها يديرها طلاب يهود ومواطنون أمريكيون من أصل أفريقيّ.

 

فيما ركزت معظم البوتات المتبقيّة على الحرب الروسيّة الأوكرانيّة المندلعة منذ تاريخ 24 فبراير/شباط 2022 إثر إعلان الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين عن بدء الجيش الروسيّ عمليّة عسكريّة في أوكرانيا. وتستخدم البوتات الروسيّة لترويج الدعايّة السياسيّة لصالح الطرف الروسيّ في الحرب.

ويقول داود إبراهيم أن هناك العديد من الحلول التي يمكن اتخاذها لمكافحة البوتات الوهمية، منها تحسين خوارزميات التمييز عبر تطوير خوارزميات أكثر كفاءة للكشف عن البوتات الوهمية وتمييزها عن المستخدمين الحقيقيين. والتحقق من هوية المستخدمين عبر تطبيق إجراءات أكثر صرامة للتحقق من هوية المستخدمين عند إنشاء حسابات جديدة. والتعاون بين المنصات والحكومات من خلال تعاون منصات التواصل الاجتماعيّ مع الحكومات لتبادل المعلومات حول البوتات الوهميّة واتخاذ إجراءات مشتركة لمكافحتها. وختامًا تثقيف المستخدمين وتوعيّة المستخدمين بمخاطر البوتات الوهمية وكيفية حماية أنفسهم منها.

بحلول نهاية عام 2023، كان ما يقرب من نصف حركة الإنترنت عبارة عن روبوتات، وفقًا لدراسة أجرتها شركة الأمن السيبراني الأمريكيّة Imperva.

بلغت الروبوتات السيئة أعلى مستوياتها المسجلة بواسطة Imperva، حيث شكلت 34 في المائة من حركة الإنترنت، بينما شكلت الروبوتات الجيدة نسبة 15 في المائة المتبقيّة، ويرجع هذا جزئيًا إلى الشعبية المتزايدة للذكاء الاصطناعيّ لتوليد النصوص والصور.

أربع سنوات من ارتفاع مستويات حركة المرور للروبوتات السيئة

30.2% من حركة المرور على الإنترنت في عام 2022 كانت من الروبوتات السيئة، بزيادة 2.5% عن 27.2% في عام 2021. كما زادت مستويات حركة المرور للروبوتات الجيدة، حيث شكلت 17.3% من حركة المرور. وبينما قد يوحي اسمها بأنها ليست سببًا للقلق، إلا أن هذه الروبوتات الجيدة يمكن أن تسبب المتاعب أيضًا. يمكنها أن تحرف تحليلات الويب والتسويق، مما يجعل من الصعب للغاية على المؤسسات اتخاذ قرارات تجارية مستنيرة.

 

بينما البوتات الإيجابية هي نوع من روبوتات المحادثة التي يمكن أن توفر للمستخدمين تجربة إيجابية وغنية بالمعلومات. من خلال تقديم المساعدة، والإيجابية، والتفاعل، والتعاطف، والكفاءة، والتخصيص، وتستخدم في البحوث للشركات التجاريّة والماليّة. مع استمرار تطور تقنية روبوتات المحادثة، من المرجح أن نرى المزيد من البوتات الإيجابيّة قيد الاستخدام في مجموعة متنوعة من التطبيقات.

يمكن التعرف على البوتات الذكيّة من خلال عدة علامات مميزة، وفقًا لمؤسسة InflueAnswers:

صورة الملف الشخصيّ: قد تفتقر صورة الملف الشخصيّ إلى السمات البشريّة ويبدو أنها تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعيّ أو سرقتها من الإنترنت.

تاريخ الإنشاء: تاريخ الإنشاء حديث، أو بدأ الحساب نشاطه مؤخرًا، ويمكن ملاحظة ذلك في الحسابات التي أصبحت نشطة في وقت واحد.

الاسم: قد يحتوي الاسم على أرقام مشبوهة أو يتبع تنسيقًا غير منتظم للأحرف الكبيرة والصغيرة.

المعلومات الشخصيّة: تحتوي السيرة الذاتيّة عادةً على الحد الأدنى من المعلومات الشخصيّة.

متابعة الحساب: غالبًا ما تتابع البوتات بعضها البعض لزيادة عدد المتابعين.

المشاركات: قد تكون المشاركات عشوائية تمامًا لتبدو أكثر شبهاً بالإنسان، مثل نشر مقطع فيديو يتبعه منشور متناقض تمامًا. ومع ذلك، يجب استخدام هذه المؤشرات بحذر، حيث قد تظهر بعض الحسابات الحقيقيّة بعض هذه السلوكيات.

اللغة: قد تستخدم البوتات لغة رسميّة غريبة أو تعرض هياكل جملة غير عاديّة.

الأهداف: غالبًا ما تستهدف البوتات حسابات محددة، مثل الحسابات الموثقة أو تلك التي لديها عدد كبير من المتابعين، مع التركيز على مواضيع مهمة ومثيرة للجدل.

النشاط: تشتهر الروبوتات باستجاباتها السريعة للمنشورات، غالبًا في غضون 10 دقائق أو أقل.

التكرار: نظرًا لعدم احتياجها إلى الراحة، قد تنشر الروبوتات مواضيع عديدة، بشكل متكرر طوال اليوم.

المصدر:

Welcome Back!

Login to your account below

Create New Account!

Fill the forms below to register

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.