5 أكتوبر/تشرين الأول 2023
رغيد عودة
يهدف تمويل ما يسمى بمراكز الهيدروجين، حيث يمكن إنتاج غاز الهيدروجين واستخدامه، إلى تسليط الضوء على إمكانات الوقود الصديق للبيئة لتوفير طاقة خاليّة من الكربون لتشغيل المصانع ومحطات الطاقة. وفي حين لا يتم إنتاج الهيدروجين حاليًا تقريبًا في الولايات المتحدة، فإن هذا الرقم قد يرتفع إلى 10 ملايين طن بحلول عام 2030، وفقًا لتقرير صدر في وقت سابق من هذا العام عن وزارة الطاقة الأمريكيّة.
وفي الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرًا أنّ شركة ناشئة كشفت النقاب عن تقنيّة تحليل الكهربائيّة لإنتاج الهدروجين، فيما تخطط شركة الهيدروجين الكهربائيّة لبيع محللات كهربائيّة أرخص لمنتجيّ الهيدروجين تمامًا مثلما يبيع مصنعو الألواح الشمسيّة لعملائهم. حيث يستطيع هذا الجهاز سحب الهيدروجين النقيّ من المياه، واستخلص مالك هذا المشروع الفكرة من جهاز سحب الأوكسجين من مياه البحر في الغواصات، وتهدف الشركة إلى خفض تكلفة إنتاج الهيدروجين.
في جهاز تحليل الكهربائيّة يتحرك الماء الساخن أفقيًا عبر نتوءات وقنوات في ألواح مكدسة مصممة خصيصًا، لتعمل الأغشيّة المغلفة بالمعدن على تقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين. وينتج عن التفاعل فقاعات الهيدروجين باستخدام هذه الجهاز، والتي يتم تبريدها بعد ذلك. بالتالي يتم تنفيس الأكسجين في الهواء أو إعادة استخدامه.
بحلول عام 2050، قد يتطلب الطيران الخالي من الانبعاثات كميات متزايدة بشكل كبير من الكهرباء المتجددة والهيدروجين، وسوف تكون هناك حاجة إلى ما يصل إلى 9300 تيراواط/ساعة من القدرة الإنتاجيّة الإضافيّة للكهرباء المتجددة في السيناريو المتفائل. وسيمثل هذا ما يصل إلى 10 في المائة من إنتاج الكهرباء العالميّ الذي يتراوح بين 90.000 و130.000 تيراواط ساعة في عام 2050.
وتسعى دول مثل المغرب ومصر وعمان إلى جانب الإمارات العربيّة المتحدة لجلب استثمارات في قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث يشهد تنافسًا في هذا القطاع على الصعيد العالميّ، ويخلق تعاون وتنسيقًا بين هذه الدول العربيّة. والدول المرشحة ايضًا عربيًا لإنتاج الهيدروجين هي قطر والمملكة العربيّة السعوديّة والجزائر.
في التحديات لجلب الاستثمار، ولإنجاح الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، تحتاج الحكومات إلى مشاريع التمويل وإعادة هيكلة الكهرباء، كما لا مفر من سياسات دعم الهيدروجين حتى تصبح أسعاره مناسبة للمستهلكين، بينما تخطط الولايات المتحدة الأمريكيّة لخفض سعر الهيدروجين إلى دولار واحد لكل كيلوغرام خلال 10 أعوام القادمة.
تستند جميع مشاريع الهيدروجين حول العالم على الدعم الحكوميّ والتسهيلات الضريبيّة، وذلك بسبب تكاليفها الباهظة حيث لا تزال المشاريع الناشئة تتطلع إلى بناء أسواقها العالميّة.
نؤمن أن التزام خبراء “جسور نت” بأعلى المعايير الصحافيّة واستخدامهم مختلف تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيشكل أداة فعالة في مكافحة التضليل.